Browse Pages:
< Previous 2 3 4 5
6 7 8 Next >
here you are ...
" من الأرض إلى الفضاء " :. كنا منذ البدء متجولين . عرفنا موقع كل شجرة في مدى مائة ميل . وكنا هناك حيث تنضج الفاكهة أو الجوز . تتبعنا قطعان الحيوانات أثناء هجرتها السنوية . و استمتعنا بـ لحمها الطازج و بـ إسلوب التسلل خلسة واستخدام اسلوب المكر والخداع والانقضاض الجسماني القوي والهجوم من المكامن . كان عدد قليل منا يحقق بـ تعاونه المشترك ما كان الكثيرون لا يقدرون على إنجازه إذا ما خرج أي منهم للصيد بـ مفرده . كنا نعتمد على بعضنا البعض . و بـ قدر ما كان تصور الخروج المنفرد للصيد أمرا مثيرا للسخرية . كان الشيء نفسه يصدق على عملية الاستقرار . لقد استطعنا بتكاتفنا معا أن نحمي أطفالنا من الأسود والضباع . كما قمنا بـ تعليمهم المهارات واستخدام الادوات التي قد يحتاجون اليها و بعدئذ كانت التكنولوجيا . كما هي الحال الآن : هي مفتاح السبيل لـ بقاؤنا .
:. وفي فترات الجفاف الطويلة أو عند سريان نفحة برد متقلبة في هواء الصيف . كانت جماعتنا تبدأ في الانتقال و أحيانا الى أراضي مجهولة كنا نبحث عن مكان أفضل و عندما يتعذر علينا التآلف مع باقي أفراد جماعتنا الصغيرة الهائمة كنا نتركها بحثا عن جماعة أخرى أكثر ودا وصداقة في بقاع الارض . إستطعنا دائما أن نبدأ من جديد . ومنذ أن وجد نوعنا كان معظم وقتنا صيادين و هائمين على وجوهنا بحثا عن الطعام . متجولين بين مروج السافانا و الإستبس ولم يكن آنئذ حرس حدود أو مسؤولو جمارك فـ الحدود كانت في كل مكان وكنا مقيدين فحسب بـ اليابسة والمحيط والسماء و أحيانا بعض الجيران سيئي الطباع . لكن عندما يكون المناخ ملائما والطعام وفيرا كنا نرغب بـ البقاء بموقعنا لا نبرحه ولا نغامر و يزداد وزننا بـ إفراط ونحيا غير مبالين . وعلى مدى آلاف السنين الماضية وهي ليست سوى لحظة في تاريخنا الطويل هجرنا الترحال و دجنا الحيوان واستأنسنا النبات فـ لماذا تسعى خلف الطعام عندما تجعله يأتي إليك ؟
:. نتيجة لما تمتعنا به من مزايا مادية بـ فضل حياة الاستقرار فـ قد أصبحنا سريعي الغضب غير مشبعين الحاجات . ولكننا بعد مرور أكثر من أربعمائة جيل في القرى والمدن لم ننسى فما زال الطريق المفتوح ينادي برفق مثل أغنية طفولية منسية تقريبا . إننا نضفي رومنسية ما على الأماكن النائية وفي ظني أن الإغراء صيغ بدقة بالغة أثناء الانتخاب الطبيعي كـ عنصر جوهري في بقائنا . فـ الأصياف الطويلة و الصيد الوفير والأشتيةالمعتدلة والحصاد الغني „ لا يدوم أي منها للأبد . فليس من طبع الليالي الامان . إن التنبؤ بـ المستقبل يفوق قدراتنا و للأحداث الكارثية اسلوبها بـ التسلل الينا و اصابتنا بغفلة منا . إن حياة جماعتك أو حياة نوعك أو حياتك قد تكون مدينة لزمرة قديمة محدودة العدد يملؤها القلق يحركها توق شديد يصعب عليها تبيانه نحو الاراضي غير المكتشفة والعوالم الجديدة .
:. كان العالم المعروف بالنسبة لليونانيين و الرومان القدماء يضم أوربا و جزءا بسيطا من آسيا وافريقيا يحيط بهم محيط عالمي يتعذر اجتيازه . وكان يمكن أن يلتقي المسافرون منهم بـ كائنات أدنى مرتبة منهم يسمى الهمج . أو أعلى مرتبة تسمى الآلهة . كان لكل شجرة حوريتها . ولكل منطقة بطلها الأسطوري . ولم يكن هناك بـ البداية على الأقل عدد من الآلهة ربما عشرات قليلة فقط فحسب. تعيش فوق الجبال أو تحت الارض في البحر أو في أعالي البحار . وكانت الآلهة تمدهم بـ طاقة من الأمل . ومع مرور الزمن وكلما تسارعت قدرة الإنسان على الإستكشاف ظهرت المفاجآت . فـ البربر يستطيعون امتلاك مهارات الاغريق والرومان كذلك . أما آسيا و افريقيا فـ قد اتضح انهم أكبر مما كان متصورا . والمحيط العالمي لم يكن من المتعذر اجتيازه . كما كان هناك سكان الأجزاء المقابلة في الكرة الأرضية ووجدت قارات جديدة وكان الآسيويون يسكنون فيها خلال العصور الماضية ولم تصل أخبارهم الى أوربا أبدا . وكان ما يدعو للإحباط أكثر هو عدم العثور على آلهة .
:. حدثت أول هجرة بشرية واسعة النطاق من العالم القديم إلى العالم الجديد في أثناء العصر الجليدي الأخير اي من حوالي 11500 سنة تقريبا عندما أدى تنامي القمم الجليدية إلى ضحالة مياه المحيطات بـ حيث أصبح السير ممكنا على أرض جافة خلال القارات . وبعد مرور آلاف الأعوام وصلنا لـ تييرا دل فويجو الرأس الجنوبي لامريكا الجنوبية . واستمرت الهجرات في كامل الكوكب للبحث عن أراض جديدة وفرص بقاء أوفر والبحث عن آلهة أيضا . وخلال الفترة بين القرنين الخامس عشر والتاسع عشر استطاعت البحرية الاوربية من اكتشاف قارات جديدة وأبحرت مطوفة حول الكوكب وفي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر تسابق المستكشفون والمستوطنون والتجار الامريكان والروس شرقا وغربا عبر قارتين ضخمتين . إن متعة اكتشاف وتسخير الطبيعة مهما كان طيش أصحابها تتسم بقيمة حية جلية إنها لا تقتصر على أمة بعينها ولا عرق بل هي موهبة طبيعية لأفراد الجنس البشري جميعهم .
:. ومنذ ظهورنا للمرة الاولى منذ ملايين السنين في شرق إفريقيا . كنا نهيم على وجوهنا ونطوف في أنحاء الكوكب كافة اما الان فـ هناك اناس في كل قارة وفي أبعد الجزر من القطب الى القطب وفوق قيعان المحيطات بل واحيانا في مسكن ارتفاعه 200 ميل ان البشر مثلهم مثل آلهة الزمن الماضي يعيشون في السماء .ويبدو الان في ايامنا هذه انه لا يوجد مكان أو موقع فوق كوكب الارض لم يكتشف بعد وبوصفهم ضحايا لنجاحاتهم . يمكث الان المستكشفون أغلب أوقاتهم في أوطانهم . لقد شكلت الهجرات البشرية الواسعة بعضها اختياري ومعظمها اجباري الظرف البشري . فـ الكثيرون من البشر كانوا يفرون من الحروب والاضطهاد .أكثر من وقت آخر في تاريخ البشرية . و لـ سوف تظل المواقع الافضل الآمنة تدعونا دائما . كما ستتواصل تدفقات تيارات البشر وانحسارها عبر أنحاء الكوكب ولكن البقاع التي نهرع اليها الآن مأهولة بالفعل بالسكان فـ هناك آخرون في تلك البقاع من قبلنا ولا يتعاطفون غالبا مع وضعنا .
:. إن اسلافنا القدماء بـ مراقبتهم للنجوم لاحظو وجود خمس نجوم تقوم أكثر من التوالي من الشرق والغرب يماثل ما تقوم به تلك النجوم الثابتة كانت هذه النجوم تتحرك بصورة لافتة للنظر ومعقدة فـ قد كانت على مدى شهور تتحرك ببطء بين النجوم بل أحيانا تصنع حلقات ونحن نطلق عليها الآن اسم " الكواكب " وهي كلمة يونانية الدالة على ' المتجولين ' وأعتقد أن لها سمة مميزة واستطاع اسلافنا أن يلحظوها . والآن أصبحنا نعرف أن الكواكب ليست نجوما وإنما عوالم ترتبط بـ فعل جاذبية الشمس بـ مدارات حولها . وفي أثناء استكمال استكشاف كوكب الأرض بدأنا عندئذ فقط بـ إدراك أن هذا الكوكب ليس سوى أحد العوالم الكائنة بين عدد ضخم لايعد ولايحصى من العوالم في الفضاء . التي تدور حول الشمس أو في مدارات حول نجوم اخرى في مجرتنا .إن كوكبنا ومنظومتنا الشمسية محاطان بـ محيط كوني جديد لم يعد من المتعذر عبوره كما كان سابقا . ربما لا يزال الوقت مبكرا قليلا . و ربما ما يزال غير ملائم حتى الآن . ولكن العوالم الجديدة الواعدة بـ أحلام لا تحصى تدعونا . عندما نستلقي ليلا و ننظر إلى السماء نرى النجمات تغمزنا .
:. لقد استطاعت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي سابقا بـ تحقيق أمور مذهلة و تاريخية عبر العقود القليلة الماضية . الفحص الدقيق عن قرب لـ جميع نقاط الضوء الممتدة من عطارد إلى زحل . لقد تجولنا بين المتجولين وعثرنا على هضاب بركانية ضخمة يبدو بـ جوارها أعلى كوكب على الأرض يبدو قزما . ووجدنا وديان لأنهار قديمة على كوكبين . وما يثير الدهشة أن أحدهما شديد البرودة والثاني شديد الحرارة مما ل يسمح بوجود مياه جارية . وهناك كوكب عملاق يشتمل باطنه على هيدروجين معدني سائل ويمكن أن يسع 1000 كوكب مثل الأرض . وهناك أقمار كاملة انصهرت . وهناك مكان مغطى بـ السحب يتكون غلافها الجوي من أحماض أكالة ذات حرارة مرتفعة تذيب الرصاص . ووجدنا أسطح قديمة تعد بـ مثابة سجلات دقيقة لـ عملية التشكل العنيف للمنظومة الشمسية . ووجدنا عوالم ثلجية لاجئة من أعماق تتعدى كوكب بلوتو . وهناك منظومات الحلقات ذات النماذج الرائعة والتي تسم توافقات الجاذبية البارعة . كما وجدنا عالما محاط بـ سحب تتكون من جزيئات عضوية مركبة من تلك السحب التي أدت في باكورة تاريخ كرتنا الارضية إلى نشوء الحياة . إن هذه العوالم كافة تدور بـ صمت في حالة إنتظار في مدارات حول الشمس .
:. لقد كشفنا عن حقائق لم يكن يتصورها أسلافنا الذين تأملو مليا في طبيعة الأضواء العجيبة التي تتلألأ في سماء الليل . و أستطعنا أن نسبر أغوار كوكبنا و أنفسنا . ومن خلال اكتشاف ما قد يكون ممكنا أيضا . ومن خلال مواجهة المصائر البديلة التي تعرضت لها عوالم تشبه عالمنا تقريبا . بدأنا نفهم الأرض على نحو أفضل .ولكنها جميعا ” بـ قدر ما نعرف ” عوالم قواحلة غير مضيافة للحياة فـ هناك في الفضاء لا توجد أماكن أفضل للآن على الأقل „„„„„ : ””””” وفي أثناء بعثة الإنسان الآلي الروبوت في سفينة الفضاء فايكنج التي بدأت بـ يوليو 1976 يقول كارل ساغان : أمضيت عاما كامل „ بمعنى ما ” على المريخ فحصت صخوره الضخمة المستديرة . كما فحصت وديانه العميقة والجبال البركانية العالية فضلا عن التعرية بـ سبب الرياح العنيفة علاوة على القمرين المعتمين الذي يشبه الواحد منهم حبة البطاطس . ولكن بعد المجهود لم نرى أثر للحياة لا فراشة ولا نصلة عشب ولازهرة ولا حتى „بـ قدر بما يمكننا التأكيد „ أي ميكروب . لم توهب الحياة لهذه العوالم مثلما وهبت لعالمنا . إن وجود الحياة يمثل ندرة نسبية . ويمكن للمرء إجراء مسح لـ عشرات العوالم . ولكنه لم يجد نشأة الحياة وتطورها واستمرارها إلا على عالم واحد فحسب .
:. في عصرنا استطعنا الحركة عبر أرجاء المجموعة الشمسية كما ::.أرسلنا 4 سفن فضاء للنجوم . هذه السفن تساعدنا على فهم بـ صورة جلية العوالم الجديدة . لكن ما لدينا فقط : بيانات رقمية بثتها بـ سرعة الضوء تلك الرسل الآلية الربوت الدقيقة والتي تخبرنا رسائلها أن هذه العوالم لا تشبه عالمنا كثيرا . غير أننا نواصل البحث فـ الحياة تبحث عن الحياة . لكن تكمن المفاجئة في العوالم . ماذا ينتظرنا هناك ؟ وماذا ستقول العوالم عن أنفسها ؟ وما إذا كان من الحكمة أن نشد رحالنا الى العوالم الجديدة . هل ينبغي أن نحل مشكلاتنا أولا ؟ أم هذه المشكلات سبب رحلتنا ؟ إن الفكرة تدور حول إدراك جديد ما يزال يلحق بنا و ببطء . حول نظرتنا للكون وموقعنا فيه . وكيف أن عاملا رئيسيا من العوامل التي يتوقف عليها مستقبل الإنسان يقع بعيدا عن كوكبنا في الفضاء كانت سفينة الفضاء تبعد كثيرا عن الوطن خلف مدار أبعد الكواكب . محلقة فوق مستوى دائرة البروج وهو سطح مستوى تخيلي يمكن اعتباره كـ حلقة سباق تنحصر غالبا مدارات الكواكب داخلها . وكانت السفينة تتحرك مبتعدة عن الشمس ولكن في أوائل فبراير 1990 لحقت بها رسالة عاجلة من كوكب الأرض . وسرعان ما أطاعت السفينة أوامر الرسالة وأدارت آلات تصويرها نحو الكواكب البعيدة . و من خلال دوران سطح منصة المسح من موقع لآخر في السماء تمكنت من التقاط 90 صورة وحفظتها بـ الصيغة الرقمية وبعدئذ في شهور مارس وابريل ومايو قامت بتأن بـ " إرسال البيانات راديويا . لقد كانت فوييجر تبعد مسافة 3,7 بليون ميل . ونظرا لبعدها الشديد فـ قد استغرق وصول كل عنصر من عناصر الصورة 5 ساعات و نصف متحركا بـ سرعة الضوء حتى يصل الينا . وكان من الممكن وصول الصور قبل ذلك ولكن التلسكوبات الراديوية الكبيرة في أستراليا و إسبانيا و كاليفورنيا والتي تستقبل تلك الهمسات المرسلة من حافة المنظومة الشمسية لديها مسؤوليات عديدة تجاه السفن الأخرى التي تمخر عباب البحر الفضائي ومن بينها ماجلان التي تتجه نحو الزهرة و جاليلو في مسارها المتعرج نحو كوكب المشتري . إن سفينتي الفضاء فوييجر قامت بـ إستكشاف الكواكب و 60 قمرا وتعد هذه السفن الروبوت إنتصار للإنسان في مجال الهندسة وأحد أمجاد برنامج الفضاء الأمريكي . ولـ سوف تذكرهما كتب التاريخ عندما تكون أمور أخرى كثيرة في عصرنا قد طواها النسيان .عند وصول فوييجر لـ زحل مجرد نظرة أخيرة خاطفة على الوطن
كنا نعرف أن كوكب الأرض سوف يظهر من عند زحل يبدو صغيرا جدا بـ حيث لا يتاح تمييز تفاصيله ويبدو كوكبنا من هناك مجرد نقطة ضوء متلألئة . منذ القدم اجتهد البحارة في رسم سواحل القارات . وقام الجغرافيون بـ ترجمة هذه النتائج لـ خرائط أما الصور متناهية الصغر لبقاع كوكب الارض . فـ قد أمكن الحصول عليها في بداية الأمر من خلال البالونات المناطيد والطائرات . وبعدئذ بـ الصواريخ قصيرة الأمد . وأخير عبر سفن و أنظمة الأقمار الصناعية . والتي أمدتنا بـ منظور رائع للكرة الأرضية . وبرغم من تعلمنا من النمط الفضائي للإيقونة المتألقة أن كرتنا مدورة و أننا جميعا ملتصقون بها بـ شكل ما بفعل الجاذبية فـ إننا لم نبدأ إدراك واقع حالنا إلا بعد حصولنا على الصورة التي حصلنا عليها من سفينة الفضاء ” ابوللو ” في رحلتها للقمر .
في أبريل 1978 بعد 11 شهر من إطلاق فوييجر وعندما كانت تقترب من حزام الكويكبات . تسبب أحد اهمال الاوامر الأرضية وهو خطأ بشري في أن يتحول الكمبيوتر على متنها من مستقبل الراديو الرئيسي الى الاحتياطي . وخلال البث الارضي التالي رفض المستقبل الاحتياطي تلقي الاشارة من كوكب الارض لقد تعطل أحد المكونات المسمى " المكثف الحلقي " وبعد مرور أيام انقطع الاتصال بـ الكامل . قام فجأة برنامج الكمبيوتر الخاص للحماية من الأخطاء بـ إصدار أمر إغلاق المستقبل الاحتياطي وأمر مرة أخرى بفتح المستقبل الرئيسي بـ صورة مبهمة ” لا أحد يعرف السبب حتى الان . ثم تعطل المستقبل الرئيسي بعد دقائق ولم يعد يستقبل البث وفوق ذلك أصر الكمبيوتر اصرارا غبيا على اعتماده . وبعد اسبوع من عدم الاستجابة العنيد و لم تستجب فوييجر للتوسلات القادمة من الوطن وبعد محاولات على مدى أسابيع حظيت التعليمات الخاصةبـ التحول الاوتوماتيكي بين المستقبلين بـ القبول وتمت برمجتهما داخل الكمبيوتر اللعوب على متن فوييجر وخلال الاسبوع نفسه قام المهندسون في مختبر الدفع النفاث بـ ناسا بـ تصميم تجربة مبتكرة للتحكم بـ أوامر التردد وعادت فوييجر لـ مسار الرحلة وقامت بـ مسح ضوئي للمجموعة الشمسية بـ نجاح .
بـ النظر لكوكب الأرض من حافة المنظومة الشمسية تبدو نقطة ضوئية . ومن تلك البقعة البعيدة الممتازة قد لا يبدو للكوكب أهمية خاصة لكن لننظر للنقطة مرة ولندرك انها الوطن يوجد عليها كل من تعرفه . من سمعت به . من تحبه . كل إنسان كان موجودا في أي وقت . إن جميع أفراحنا و ومعاناتنا وآلاف الاديان والايديولوجيات كل أب وأم . كل مدمر للحضارة . كل فتى وفتاة متحابين . كل الناس قد عاشوا هنا . على ذرة الغبار المعلقة في شعاع الشمس . لنتأمل أنهار الدم التي أراقها الاباطرة حتى يصبحوا اسيادا إذا ما نجحو في تحقيق المجد لفترة وجيزة خاطفة على كسرة ضئيلة من النقطة . و لنتأمل الأعمال الوحشية اللانهائية التي مارسها سكان أحد أركان هذا العنصر الضئيل على سكان اخرين في ركن اخر . ترى ما مدى سوء الفهم بينهم ؟ ما مدى اشتعال الكراهية بينهم و رغبتهم بـ قتل بعضهم البعض ؟ إن هذه نقطة الضوء الصغيرة هذه تقف متحدية أوضاعنا المصطنعة وما نتصوره من أهمية ذاتية وما لدينا من أوهام حول وضعنا المتميز في الكون ، فـ كوكبنا ليس سوى بقعة ضئيلة وحيدة في الفضاء محيط من الظلام الكوني الفسيح . وفي الاتساع و الظلام المطلق لا تبدو أي اشارة خفية او تلميح أن مساعدة ستأتي من مكان آخر و إنقاذنا من أنفسنا .
:. إننا الآن و بالحكم إنطلاقا من آخر الأحياء جامعي الثمار والصيادين قبل أن تغمرهم الحضارة العالمية الراهنة يمكن ان نكون مبتهجين نسبيا . إنه نوع الحياة التي صقلتنا وهكذا بعد فترة إقامة قصيرة وناجحة جزئيا فقط فـ إننا قد نصبح متجولين مرة أخرى مسلحين هذه المرة بـ تكنولوجيا أعظم من المرة الماضية . و لكن حتى في تلك المرةالماضية فـ تكنولوجيا الأدوات الحجرية كانت سياجنا الوحيد ضد الانقراض . لكن مع مرور الوقت ستراكم الانواع التكنولوجية قوى أشد فـ أشد تفوق كثيرا ما نتخيله اليوم وربما إذا كنا شديدي المهارة ” وأعتقد أن الحظ لا يكفي " فـ إننا بـ النهاية سـ ننتشر بعيدا عن الوطن مبحرين خلال الأرخبيلات النجمية التابعة لمجرتنا الشاسعة وإذا مـ إلتقينا مع آخرين فـ إننا سنتفاعل معهم على نحو متناغم ونظرا لأن من المرجح ان تكون الحضارات التي تهتم بـ شؤون الفضاء أكثر تقدما منا .فـ من غير المرجح أن يدوم البشر المشاكسون في الفضاء الواقع بين النجوم .
إن المسافات الشاسعة التي تفصل بيننا و بين النجوم والمجرات تعني أن كل ما نراه هو من الماضي . و البعض كما كان قبل أن توجد المجموعة الشمسية . فـ الفكرة تبدو غير معقولة وعلى هذا النحو فـ إن نجمة نبعد عنها بـ قدر كاف فـ إن شمسا متوهجة يمكن أن تنطفئ ونستمر برؤيتها ودون أن نعلم لـ سنوات طوال مقبلة أي شيء عن خبوها . إن التلسكوب يماثل آلة الزمن . وقديما عندما بدأت إحدى المجرات المبكرة بـ إصدار ضوء نحو الظلام المحيط بها . لم يكن بـ إمكان أي مشاهد أن يعرف أن بعض الكتل من الصخر و الجليد والمعدن والجزيئات العضوية سوف تسقط مجتمعة بعد بلايين السنين لـ تشكل مكانا يسمى كوكب الأرض . أو إن الحياة سوف تنشأ وإن كائنات مفكرة ستتطور وتستولي في يوم ما على قليل من ضوء المجرة وتحاول حل اللغز الكامن وراء إرسال هذا الضوء في طريقها . وبعد أن يزول كوكب الأرض بعد أن يكون احترق كـ قطعة بطاطس مقلية أو تكون الشمس ابتلعته أو نثرته كـ رماد مصهور في الفضاء ستولد نجوم وعوالم ومجرات ولن يعرف أحد ما عن مكان ما اسمه كوكب الأرض .
:. لقد عاش أسلافنا في العراء . وكانو يألفون سماء الليل كما يألف غالبيتنا برامج تي في ويشاهدون الشمس والقمر والنجوم والكواكب وهي تشرق جميعها من الشرق وتغرب في الغرب مجتازة في غضون ذلك السماء . ولم تكن الاجرام السماوية محض تسلية تبدو للعيان كـ إيماءة تبجيل . بل كانت الطريقة الوحيدة لمعرفة الوقت وفصول السنة . ولقد كانت معرفة نجوم السماء مسألة حياة أو موت بالنسبة المزارعين و الصيادين . كم نحن محظوظون أن الشمس والقمر والنجوم و الكواكب تشكل جزءا من آلية الساعة الكونية رشيقة التكوين . ويبدو أن المسألة ليست مصادفة فهي موظفة هنا لغرض ما . من أجل مصلحتنا . فـ من أيضا يستفيد بها ؟ وفي أي شيء يمكن الإفادة منها ؟ وإذا كانت الأضواء المنتشرة في السماء تشرق وتغرب . أليس هذا دليلا أننا في مركز الكون ؟ وحتى وإن لم نكن قد حزرنا بعد . فـ إن أكثر الاختبارات بدائية للسماء تكشف أننا متميزون . إن ما قدمناه من إيضاح مثير للرضا „„„„„ : """"" حسنا كان البعض يأمل أن تكون شمسنا هي مركز الكون إن لم يكن كوكب الارض كذلك . ومن ثم تكون الكرة الارضية تقريبا في مركز الكون . وربما ننقذ بـ ذلك بعضا من كبريائنا .
:. في القرن التاسع عشر أوضح علم الفلك المرتكز فقط على الملاحظة أن الشمس تكمل دورة حول مركز المجرة في 250 مليون سنة بسرعة 20 كم بـ الثانية وهي ليست سوى أحدى النجمات في مجموعة شموس ذاتية الجاذبية ضمن مجرة درب التبان التي تسير بسرعة 200 كم بـ الثانية في الثانية ضمن الحشود المجرية وهي على مسار تصادم بعد بلايين السنين مع مجرة المرأة المسلسلة أندروميدا ذات قطر 130 ألف سنة ضوئية التي تبعد عن مجرتنا مليوني سنة ضوئية „„„„„ : ””””” حسنا . مجرة درب التبان بـ إعتبارها مجرتنا . هي إذن المجرة الوحيدة . هكذا كان يأمل البعض . :. ولكن مجرتنا هي من بلايين وربما مئات البلايين من المجرات التي لا نلحظها سواء من زاوية كتلتها أو تألقها أو حتى كيفية ترتيب وتشكيل نجومها . إن بعض صور ” تلسكوب الفضاء هابل ” حديثة مأخوذة لعمق السماء توضح وجود عدد المجرات خلف مجرة ميلكيوي يزيد على عدد نجوم المجرة ذاتها . وكل مجرة هي ذاتها جزيرة كونية ربما تضم مئات البلايين من الشموس الذهبية . وتعد هذه الصور موعظة عميقة في التواضع . „„„„„ : ””””””
:. حسنا إذن . مجرتنا ليست الوحيدة في الكون . فـ مجرتنا هي على الأقل تقع في مركز الكون . هكذا كان البعض يأمل أيضا . كلااااااااا هذا غير صحيح كذلك أيضا . عندما تم اكتشاف تمدد الكون إنجذب كثير من الناس بـ طبيعة الحال الى فكرة أن مجرتنا مركز التمدد . أما نحن ندرك أن علماء الفلك في أي مجرة سوف يرون الكون يتمدد أيضا وإذا لم يتوخوا الحرص علماء الفلك في الكون فـ سوف يصل كل منهم إلى نتيجة مفادها أن مجرتهم تقع في مركز الكون . إننا نجد أنفسنا في عالم محير ونحن نريد أن نجعل مما نراه حولنا شيئا مفهوما معقولا بعيدا عن الأساطير .„„„„
Browse Pages:
< Previous 2 3 4 5
6 7 8 Next >